فصل: (سورة يوسف: الآيات 105- 107)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{البدو}، اسم للبسيط من الأرض يبدو الشخص فيه من بعد، وقد سمّي باسم المصدر.. وقد يطلق على سكّان البادية من القبائل الرّحل.. والبدو بمعنى الصحراء جمعه باديات وبواد.

.البلاغة:

1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.
ومعلوم أنهم لا يستوعبون البلد كلها، وإنما يدخلون جزاء منها، فعبّر بالكل وأراد الجزء. فعلاقة هذا المجاز الكلية.

.[سورة يوسف: آية 101]

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}

.الإعراب:

{ربّ} منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه: {قد} حرف تحقيق: {آتيت} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) ضمير فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به: {من الملك} جارّ ومجرور متعلّق بـ: {آتيتني}، (الواو) عاطفة: {علّمتني} مثل آتيتني: {من تأويل} جارّ ومجرور متعلّق بـ: {علّمتني}،: {الأحاديث} مضاف إليه مجرور،: {فاطر} منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء،: {السموات} مضاف إليه مجرور: {الأرض} معطوف على {السموات} بالواو مجرور: {أنت} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ: {وليّي} خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه: {في الدّنيا} جارّ ومجرور متعلّق بـ: {بوليّ}، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف: {الآخرة} معطوف على الدنيا بالواو مجرور: {توفّني} فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (النّون) للوقاية و (الياء) مفعول به، والفاعل أنت: {مسلما} حال من الياء منصوبة (الواو) عاطفة: {ألحقني} مثل توفّني: {بالصّالحين} جارّ ومجرور متعلّق بـ: {ألحق}، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: النداء {ربّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آتيتني...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {علّمتني...} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: النداء {فاطر السموات...} لا محلّ لها استئنافيّة- أو بدل من جملة النداء.
وجملة: {أنت وليّي...} لا محلّ لها جواب النداء الثاني.
وجملة: {توفّني...} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: {ألحقني...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {توفّني}.

.[سورة يوسف: الآيات 102- 104]

{ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (104)}

.الإعراب:

{ذلك} اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى المذكور من قصّة يوسف، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب: {من أنباء} جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ: {الغيب} مضاف إليه مجرور: {نوحيه} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ: {نوحيه}، (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي: {كنت} فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون... و (التاء) ضمير اسم كان: {لدى} ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر كنت.. و (هم) ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بالخبر المحذوف: {أجمعوا} فعل ماض وفاعله: {أمرهم} مفعول به منصوب.. و: {هم} مثل الأخير (الواو) حاليّة: {هم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يمكرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: {ذلك من أنباء...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نوحيه...} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك).
وجملة: {ما كنت لديهم...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أجمعوا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هم يمكرون...} في محلّ نصب حال.
وجملة: {يمكرون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس: {أكثر} اسم ما مرفوع: {الناس} مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم: {حرصت} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (الباء) حرف جرّ زائد: {مؤمنين} خبر ما منصوب محلّا، مجرور لفظا، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {ما أكثر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ما كنت لديهم}.
وجملة: {حرصت...} لا محلّ لها اعتراضيّة.. والجواب محذوف دلّ عليه ما قبله أي لو حرصت على إيمان أكثر الناس فما هم بمؤمنين.
(الواو) عاطفة (ما) حرف نفي: {تسألهم} مضارع مرفوع.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من أجر (من) حرف جرّ زائد: {أجر} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن) حرف نفي (هو) مثل هم: {إلّا} للحصر: {ذكر} خبر مرفوع: {للعالمين} جار ومجرور متعلّق بـ: {ذكر}.
وجملة: {ما تسألهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ما أكثر الناس...}
وجملة: {إن هو إلّا ذكر...} لا محلّ لها تعليليّة.

.البلاغة:

1- فن الاحتجاج النظري:
في الآية فن لطيف، يسمى في علم البيان بالاحتجاج النظري، وبعضهم يسميه المذهب الكلامي، وهو أن يلزم الخصم ما هو لازم لهذا الاحتجاج والمعنى أن هذا النبأ غيب، لم تعرفه إلا بالوحي، لأنك لم تحضر أخوة يوسف عليه السلام حين عزموا على ما هموا به من أن يجعلوه في غيابة الجب وهم يمكرون به، ومن المعلوم الذي لا يخفى على مكذبيك، أنك ما لقيت أحدا سمع ذلك فتعلمته منه. وقال بعض المحققين: إن هذا تهكم بمن كذبه، وذلك من حيث أنه تعالى جعل المشكوك فيه كونه عليه السلام حاضرا بين يدي أولاد يعقوب عليه السلام ماكرين، فنفاه بقوله: {وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ}.
2- فن الاعتراض: في الآية 103، والاعتراض ينقسم إلى قسمين: أحدهما لا يأتي في الكلام إلا لفائدة، وهو جار مجرى التوكيد، والآخر: أن يأتي في الكلام لغير فائدة فإما أن يكون دخوله فيه كخروجه منه، وإما أن يؤثر في تأليفه نقصا وفي معناه فسادا. فالقسم الأول كهذه الآية، وفائدة الاعتراض في وجهين أولهما: تصوير حرصه صلّى اللّه عليه واله وسلّم على إيمان قومه وهدايتهم، وتهالكه على ردعهم عن غيهم، وحرفهم عن مظان الخطأ ومواطن الضلال، واستهدافه للأذى في سبيل هذا الحرص، مع علمه بعدم جدوى ذلك واستحالة إقلاعهم عما هم فيه وثاني الوجهين: تصوير لجاجتهم وجحود عقليتهم، وإصرارهم على الغي الذي هم شارعون، وبه آخذون. والقرآن الكريم حافل بهذا القسم.

.الفوائد:

- {وَلَوْ حَرَصْتَ}: جملة اعتراضية.
والاعتراض فنّ من فنون البلاغة، وبنفس الوقت بحث يهتم به النحاة ويحدّدون أماكنه. لذلك سنعرض لك مواقعه بإيجاز:
1- بين الفعل وفاعله.
2- بين الفعل ومفعوله.
3- بين المبتدأ وخبره.
4- بين ما أصله المبتدأ والخبر، نحو قول الشاعر:
إن الثمانين وبلغتها ** أحوجت سمعي إلى ترجمان

5- بين الشرط وجوابه.
6- بين القسم وجوابه.
7- بين الموصوف وصفته.
8- بين الموصول وصلته.
9- بين حرف التسويف والفعل.
10- بين حرف النفي ومنفيّه.
هذه الأماكن يقع فيها الاعتراض على وجه الترجيح، لا على وجه الإحاطة.
ومن شاء الاستقصاء، فعليه بكتب النحو الشاملة ذات الاستقراء والاستقصاء.

.[سورة يوسف: الآيات 105- 107]

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (105) وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (107)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة: {كأيّن} اسم كناية عن عدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ: {من آية} جارّ ومجرور تمييز الكناية: {في السموات} جارّ ومجرور نعت لآية: {الأرض} معطوف على {السموات} بالواو مجرور: {يمرّون} مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ: {يمرّون}، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ: {عنها} مثل عليها متعلّق بـ: {معرضون} وهو الخبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {كأيّن من آية...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يمرّون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ: {كأيّن}.
وجملة: {هم عنها معرضون...} في محلّ نصب حال.
(الواو) عاطفة: {ما} حرف نفي: {يؤمن} مضارع مرفوع: {أكثرهم} فاعل مرفوع.. و: {هم} ضمير مضاف إليه: {باللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ: {يؤمن}،: {إلّا} حرف للحصر: {وهم مشركون} مثل وهم معرضون.
وجملة: {ما يؤمن أكثرهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة.
وجملة: {هم مشركون...} في محلّ نصب حال.
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة،: {آمنوا} فعل ماض وفاعله (أن) حرف مصدريّ ونصب: {تأتي} مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به: {غاشية} فاعل مرفوع: {من عذاب} جارّ ومجرور نعت لغاشية: {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه (أو) حرف عطف: {تأتيهم الساعة} مثل تأتيهم غاشية ومعطوف عليه: {بغتة} مصدر في موضع الحال منصوب: {وهم لا يشعرون} مثل وهم يمكرون.. في الآية (102) و: {لا} نافية.
والمصدر المؤوّل: {أن تأتيهم...} في محلّ نصب مفعول به عامله أمنوا.
جملة: {أمنوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ما يؤمن أكثرهم}.
وجملة: {تأتيهم غاشية...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ: {أن}.
وجملة: {تأتيهم الساعة...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {تأتيهم غاشية}.
وجملة: {هم لا يشعرون...} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لا يشعرون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ: {هم}.

.الصرف:

{غاشية}، مؤنّث غاش، اسم فاعل من غشي الثلاثيّ، وزنه فاعل، ومؤنّثه فاعلة، و (الياء) أصليّة.

.الفوائد:

- ليس في القرآن شعر:
قد يعمد القرآن- أحيانا- للتوافق الموسيقي في نظمه، وقد نوهنا بهذه الخاصة في مواطن سابقة.
وقد لحظ هذه الخاصة كبار العلماء والأدباء، منهم الفراء، والجاحظ وابن قتيبة.
فيرى الجاحظ أن التنزيل قد أولى اللفظ عناية خاصة، فاختاره بدقة، ليدل على المعاني بدقة.
كما أنه تعرض لما جرى عليه نظم القرآن، من نغم وموسيقى ووزن خاص رتيب، مكون من وحدات مترابطة منسجمة وقد أنفق كثيرا من الجهد لينفي عن القرآن وزن الشعر.
فقد زعم أحدهم أن قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} شعر، وأتى بوزنها من التفعيلات. فردّ عليه الجاحظ قائلا: لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم، لوجدت الكثير منها يشتمل على كثير من التفاعيل، ومع ذلك لا يحق لنا أن نسميه شعرا، وصاحبه لم يقصد به الشعر..
ويرى ابن قتيبة في كتابه مشكل القرآن أن النغم الموسيقي والنظم والتوقيع الداخلي في الآيات، هي إحدى الخصائص التي يقوم عليها إعجاز القرآن، فيقول: وجعله متلوّا على طول التلاوة، ومسموعا لا تمجّه الآذان، وغضا لا يخلق على كثرة الردّ.
2- قصص القرآن:
أما طريقة القرآن في عرض القصة، فلها صور متعددة، وكلها لا تخرج عن الإيجاز والإعجاز.
فقد يسرد القصة من أولها إلى آخرها، كما ورد في قصة يوسف وقد يعود فيلفّها بعد نشرها، كما رأينا في آخر السورة نفسها.
وقد يعرض لجانب منها في سورة، والجانب الآخر في سورة أخرى وقد يعرضها مرة مبسوطة، ومرة مقبوضة وفي سائر الأحوال يراعى مكان العبرة، ومقتضى المقام، والغرض من القصة.

.[سورة يوسف: الآيات 108- 109]

{قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (109)}